اكتشاف يغير مسار الجريمة في العملات الرقمية: عالمة رياضيات شابة تكسر أسطورة الخصوصية في بيتكوين

في تحول مذهل للأحداث، قامت سارة ميكلجون، عالمة الرياضيات ذات الـ 27 عام، بكشف حقيقة مثيرة: فعلى عكس الاعتقاد السائد بأن بيتكوين توفر الخصوصية التامة، أظهرت أبحاثها أن معاملات بيتكوين قابلة للتتبع بشكل أكثر شفافية من الأنظمة المالية القائمة، مما يعد اكتشافًا قد يغير قواعد اللعبة في مجال الجريمة السيبرانية.

تتجول سارة ميكلجون، الطالبة الجامعية بقسم علوم الكمبيوتر بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، في مكتبها المليء بأغراض عشوائية مشتراة بالبيتكوين، بدءًا من الآلات الحاسبة وصولاً إلى أقراص الفيديو الرقمية. مهووسة بالألغاز منذ الصغر، وجدت ميكلجون نفسها مفتونة بعالم العملات الرقمية وخصوصاً بيتكوين. على مدى أسابيع، قامت بـ 344 معاملة بالبيتكوين، محاولةً فك شفراتها وتتبع مساراتها.

سجلت ميكلجون تفاصيل كل معاملة بعناية في جدول بيانات، ثم استخدمت بيانات معاملاتها لتحليل الـ Blockchain الخاصة ببيتكوين. ودرست حوالي 16 مليون معاملة حدثت على مدار تاريخ بيتكوين، مما سمح لها بتتبع تدفقات العملات الرقمية وربط العناوين المختلفة.

كما طورت ميكلجون طرقًا لربط عناوين بيتكوين المتعددة معًا، وتحديد أنماط تكشف عن هويات المستخدمين. ثم استخدمت تقنية "التجميع" لربط العناوين التي تشترك في معاملات متعددة الإدخالات، مما يدل على أنها تخص نفس الشخص أو المنظمة.

وعلى الرغم من أن ساتوشي ناكاموتو، مبتكر بيتكوين، أكد على الخصوصية التامة لمستخدميها، إلا أن ميكلجون استطاعت أن تثبت العكس. فقد استطاعت أن تكشف أنه يمكن تتبع معاملات بيتكوين بدقة.

هذا الاكتشاف كان له أثر كبير في مجال القضاء الجنائي الرقمي، حيث أصبح بإمكان الباحثين وشركات التكنولوجيا وأجهزة إنفاذ القانون تتبع وتحديد هوية المستخدمين بشفافية أكبر حتى من النظام المالي الحالي. الأمر الذي ساعد في حل جرائم معقدة كسرقة نصف مليار دولار من بيتكوين وتفكيك أكبر سوق للمخدرات على الإنترنت المظلم.

ومن الجدير بالذكر أن العمل الرائد لميكلجون فتح آفاقًا جديدة في فهمنا للعملات الرقمية وخصائصها الخاصة بالخصوصية. وقد قامت بتوثيق ذلك في كتابها "Tracers in the Dark: The Global Hunt for the Crime Lords of Cryptocurrency"، الذي تقدم خلاله رحلتها المثيرة في فك شفرة بيتكوين، مما يشير إلى بداية عصر جديد في مكافحة الجريمة الرقمية، حيث لم يعد الجناة مجهولين.