تريند 🔥

🌙 رمضان 2024

جوجل مقابل مايكروسوفت: من سيسيطر على الذكاء الاصطناعي في العالم ويجني مليارات الدولارات؟ الأرقام تتحدث!

مريم مونس
مريم مونس

4 د

مع انغماسنا في التحولات الجديدة بين عمالقة التكنولوجيا، نواجه سؤالاً محورياً: من يجني الفوائد الحقيقية من الارتفاع المستمر في الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي؟ يبدو أن الجواب يكمن في الأسماء البارزة بقطاع التكنولوجيا، خاصةً شركتي جوجل ومايكروسوفت. إذ كشفت هاتان الشركتان العملاقتان عن أرباحهما الربع سنوية، مسلطة الضوء على نمو ملحوظ في الإيرادات والأرباح، والذي يمكن إرجاع جزء كبير منه إلى الطلب المتزايد على خدمات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يأتي هذا النمو مع تحدياته الخاصة، إذ تواجه الشركتان تكاليف باهظة للبقاء في طليعة المنافسة في السباق المحتدم للذكاء الاصطناعي.

لنفحص الأرقام بدقة. إيرادات مايكروسوفت في الربع الأخير من العام الماضي قد ارتفعت بنسبة 19%، لتبلغ ما يقارب 62 مليار دولار أمريكي، فيما ارتفعت أرباحها بنسبة 33%، لتصل إلى 21.9 مليار دولار. ولم تتخلف شركة جوجل عن الركب، حيث ارتفعت إيرادات ألفابيت الشركة الأم لجوجل إلى 86 مليار دولار، بزيادة قدرها 13%، وارتفعت أرباحها بنسبة لافتة بلغت 52% لتصل إلى 20 مليار دولار.

ما الذي يقود هذه الزيادة الكبيرة في مايكروسوفت؟ الجواب يكمن في الذكاء الاصطناعي. لقد قامت الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا باستثمارات ضخمة بمليارات الدولارات لشراء حصة في شركة OpenAI، العبقرية وراء ChatGPT الشهير، وهي تجني ثمار ذلك منذ ذلك الحين. دمج مايكروسوفت لتقنية OpenAI في حزمة Office وخدمتها السحابية Azure يعكس التزامها الراسخ بالذكاء الاصطناعي.

أعلنت شركة مايكروسوفت مؤخراً عن إطلاق Copilot، وهو مساعد ذكي يهدف إلى تغيير الطريقة التي نكتب بها الإيميلات ونعد المستندات. وفقاً لساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، فإن الشركة لم تعد تقتصر على مناقشة إمكانيات الذكاء الاصطناعي، بل بدأت في تحقيقها فعلياً. هذا يبرز التزام مايكروسوفت بتوظيف الذكاء الاصطناعي في استخدامات عملية. مع تطلع الشركات المتزايد لإدماج الذكاء الاصطناعي في أنشطتها اليومية، سواء في خدمة العملاء أو في التطوير والتسويق، من المتوقع أن يزداد الطلب على هذه التكنولوجيا.

احتضنت مايكروسوفت الذكاء الاصطناعي بحماس، لكن تتخذ شركة ألفابيت الشركة الأم لجوجل موقفًا أكثر انتقائية. رغم أن جوجل تعتبر رائدة في مجال الإعلان على الإنترنت، فإن ألفابيت تواجه تحديات في الحفاظ على نموها في هذا المجال. محرك البحث جوجل، الذي جلب 48 مليار دولار في الربع الأخير من العام الماضي، لم يلبي توقعات المستثمرين عالية الأمل، مع زيادة بنسبة 13٪ فقط في إيرادات البحث، مما أحبط المحللين وأثار القلق حول قدرة هذه الإيرادات على تغطية تكاليف تطوير الذكاء الاصطناعي.

بالنظر إلى تاريخ ألفابيت، فإن هذا الوضع يثير القلق لأن جوجل هي من بدأت ثورة الذكاء الاصطناعي بابتكارها للمحولات في عام 2017، وهو نظام متطور للشبكات العصبية. على الرغم من هذه البداية القوية، تبدو ألفابيت الآن وكأنها تسعى لمواكبة منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي، مع إطلاق برنامجها Google Bard بعد ثلاثة أشهر من ظهور ChatGPT. لكن ألفابيت لا تقف ساكنة، فهي تعمل على دمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها مثل الهواتف الذكية ومتصفح Google Chrome ومحرك البحث، مما يشير إلى مستقبل يمكن فيه للبحث البسيط على جوجل أن يقدم إجابات مباشرة من برنامج الدردشة الآلي.

لكن تطوير الذكاء الاصطناعي يأتي بتكلفة عالية. استثمرت كل من مايكروسوفت وألفابيت مبلغًا ضخمًا يقدر بـ 11 مليار دولار لكل منهما في الذكاء الاصطناعي خلال الربع الأخير، ومن المتوقع أن تزداد هذه التكاليف. إذ يذهب هذا الاستثمار نحو تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتوسيع مراكز البيانات. وقد أعدت روث بورات، المديرة المالية لألفابيت، المستثمرين بالفعل لهذه الزيادة في التكاليف.

ذو صلة

على الرغم من تحقيق أرباح كبيرة، استقبل المستثمرون التقارير المالية من ألفابيت ومايكروسوفت بتحفظ مع تزايد القلق بشأن تأثير استثمارات الذكاء الاصطناعي على الأرباح. إذ شهدت أسهم ألفابيت انخفاضًا بنسبة 6%، في حين تراجعت أسهم مايكروسوفت بنسبة 1%. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن قيمة الأسهم لكلتا الشركتين قد شهدت ارتفاعًا خلال العام الماض، بزيادة 43% لأسهم الفابيت و63% لأسهم مايكروسوفت. بلغت مايكروسوفت في فترة من الفترات قيمة سوقية تفوق تلك لشركة أبل، محققةً بذلك قفزة هائلة في الساحة التكنولوجية المتغيرة باستمرار.

القصة هنا لا تتعلق فقط بالأداء المالي أو القيمة السوقية، بل تتعدى ذلك لتسلط الضوء على التطور التكنولوجي، مع الذكاء الاصطناعي كبطل رئيسي يعيد تشكيل القطاعات ويعيد صياغة ما هو ممكن. في حين أن هذه الشركات العملاقة في التكنولوجيا تستثمر في مستقبل الذكاء الاصطناعي الواعد ولكن المكلف، فإنها لا تؤثر على مسارها المالي فحسب، بل تحدد أيضًا اتجاه التقدم التكنولوجي.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة