ناب عمره 14000 عام يُظهر رحلة ماموث قديم ويكشف ألغاز مخبأة في العصر الجليدي!
2 د
دراسة حديثة كشفت عن رحلة ماموث أنثى عاشت قبل 14,000 عام، حيث قطعت مئات الأميال إلى موقع كان يسكنه صيادو العصر الجليدي، وذلك من خلال تحليل العناصر الكيميائية في نابها.
تظهر الدراسة أن الماموث عاش حتى سن العشرين، وقد قامت برحلة طويلة بدأت في جنوب شرق بيرينجيا.
يوفر هذا الاكتشاف فهماً أعمق للتفاعلات بين الماموث والبشر خلال العصر الجليدي في ألاسكا، إذ تُظهر الدراسة كيف يمكن للأساليب العلمية الحديثة أن تكشف عن قصص ضائعة في تلك الحقبة.
أجريت دراسة مهمة حديثاً تتعلق بحياة أنثى الماموث الصوفي التي عاشت قبل حوالي 14 ألف عام، وتم الكشف عن تفاصيل هذه الحياة من خلال التحليل الكيميائي للعينات التي تم جمعها من نابها. هذا الماموث، الذي أُطلق عليه اسم "المايوجية"، قامت برحلة طويلة ومدهشة امتدت على مئات الأميال عبر مناطق التندرا في ألاسكا، ووصلت ذروتها في مكان يعيش فيه صيادون وجامعو الثمار خلال العصر الجليدي.
البحث الذي أجريته أودري رو، الباحثة في جامعة ألاسكا فيربانكس، والذي نُشر في مجلة Science Advances، قدم نظرة فريدة وغير مسبوقة على حياة الماموث. تم تحديد أن المايوجية عاشت حتى سن العشرين، لكن لا يزال غير واضح ما إذا كانت وفاتها ناتجة عن تدخل بشري. ومع ذلك، يشير موقع المستوطنة البشرية إلى أهمية استراتيجية لاستفادة البشر من قطعان الماموث المتجولة.
في منطقة ألاسكا، عاش الماموث الصوفي والسكان البشريون سوياً لمدة تزيد عن ألف عام. إذ تشير الأدلة الأثرية إلى أن البشر في ذلك الوقت استخدموا عاج وعظام الماموث في أنشطتهم، ولكن الأدلة المباشرة على صيد هذه المخلوقات الضخمة ضئيلة. الهدف الرئيسي لهذه الدراسة كان ملء الفجوة في المعرفة حول هذا الموضوع من خلال تحليل البيانات الكيميائية والحمض النووي المستخرج من ناب الماموث المايوجية.
ناب الماموث يشبه حلقات الأشجار ويحتوي على معلومات حول نمو الماموث ونظامه الغذائي وأنماط تنقله. وكشف تحليل النظائر لناب المايوجية أنها قضت أوائل سنواتها في جنوب شرق بيرنجيا مع حركة محدودة. ولكن في سنواتها العشر الأخيرة تقريبًا، بدأت في رحلة طويلة قطعت خلالها حوالي 1000 كيلومتر خلال عامين ونصف تقريبًا، وانتهت في النهاية في ألاسكا. وتوفيت في أواخر الصيف أو أوائل الخريف، مما يتزامن مع وجود البشر في موقع سوان بوينت، حيث تم العثور على رفاتها.
أظهر تحليل الحمض النووي أن المايوجية كانت مرتبطة بشدة بحيوانات الماموث الأخرى في الموقع. على الرغم من عدم وجود أدلة واضحة على أنها قتلت على يد البشر - حيث تم محو أي علامات محتملة للتدخل البشري على البقايا بسبب مرور الزمن - إلا أن وجود عظام الماموث في الموقع يعتبر تذكيرًا بالتفاعل التاريخي بين هذه الماموث وبشر العصر الجليدي.
بشكل عام، تعرض هذه الدراسة لنا نظرة على حياة الماموث وتفاعلاتها مع بشر العصر الجليدي في ألاسكا. رحلة المايوجية، التي تم تتبعها من خلال نابها، تشكل شهادة رائعة عن التكيف والبقاء خلال العصر الجليدي، وعن الأساليب العلمية المتطورة التي تمكننا من استعادة هذه القصص القديمة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.