بـ 200 دولار فقط!.. تداول نسخة مقلدة من Apple Vision Pro في أكبر سوق في الصين قبل أشهر من إطلاقها!

عندما توجه جوانلين لي بخطى متسارعة إلى أحد المباني الشهيرة في هواكيانجبي، وهي المنطقة المعروفة باستضافتها لأكبر سوق للإلكترونيات في الصين، اندهش من هدوء الأكشاك المعتادة على الصخب والنشاط. وفي حديثه إلى مجلة WIRED الشرق الأوسط، علّق قائلا: "عادةً، يعمّ هذا المكان الزحام". وأضاف مفسرًا: "ربما يعود السبب في ذلك إلى أننا على بعد أسبوع واحد فقط من العام الصيني الجديد، حيث يعود الناس إلى ديارهم". وكانت مهمة لي في ذلك الوقت هي العثور على سماعة الرأس Vision Pro، التي يمكن شراؤها بسعر 1600 يوان فقط، أي ما يعادل 220 دولارًا هناك.

كان لي قد أظهر مؤخرًا اهتمامًا كبيرًا بتقنية الواقع المختلط، ولكنه تردد بسبب السعر الباهظ الذي وصل إليه جهاز Vision Pro من Apple، والذي يبلغ 3500 دولار، فقد كان يتابع عن كثب مقاطع الفيديو التي تراجع البدائل المتاحة. وقد جذب انتباهه مقطع فيديو بعينه، عندما عرض فيه أحد مدوني الفيديو المتخصصين في الأجهزة الذكية، سماعة رأس تشبه إلى حد كبير Vision Pro، وهو يخرجها من علبتها بشكل يوحي بالرسمية. ووفقًا للمدون، فإن هذه السماعة تحمل اسم AppleCore وكانت متوفرة على الرف في هواكيانجبي قبل شهرين من موعد إطلاق Apple Vision Pro الرسمي.

يُعرف هواكيانجبي بأنه ثروة غنية من المكونات الإلكترونية والمعدات المستعملة والأجهزة الفريدة، ويقع في قلب منطقة التكنولوجيا بجنوب الصين، شنتشن، حيث تبرز أسماء عمالقة التكنولوجيا الصينية مثل Tencent وHuawei وDJI. كما تمتلك شركة Apple علاقة وطيدة بهذه المدينة، إذ يتم تصنيع أجهزة iPhone الخاصة بها عبر شركة Foxconn، بينما تتولى شركة تُدعى Luxshare تجميع أجهزة Vision Pros، وقد أسست الشركتان مصانعهما في شنتشن.

قرر لي، الذي ينحدر من شنتشن، أن يستكشف بنفسه الأكشاك الصغيرة في هواكيانجبي. وبعد التجول في المبنى المؤلف من عشرة طوابق، لم يجد لي سوى كشك واحد متواضع محشور بين كشك للطائرات بدون طيار يتميز بالبهرجة وكشك آخر للإضاءة LED، يعرض جهاز AppleCore. وعندما أراد لي استخدام هاتفه، منعه صاحب الكشك قائلا: "ممنوع التصوير". ومع ذلك، وعلى الرغم من عدم اهتمام البائع بعملية البيع، إلا أنه سمح للي بتجربة سماعة الرأس.

وأوضح صاحب الكشك سبب عدم اهتمامه بالبيع بقوله: "السعر هو 1600 يوان، لكن الجزء الأكبر من المبيعات يذهب إلى الخارج". وتابع: "يمكننا بيعه بأكثر من 500 دولار في الخارج". وكما ألمح صاحب الكشك، كان هناك فضول من جانب بعض مستخدمي YouTube خارج الصين، الذين كانوا حريصين على الحصول على نسخة من جهاز Apple Vision Pro المقلد. وقد قام برنامج Unbox Therapy الشهير بإجراء مراجعة كاملة لجهاز AppleCore أيضًا.

كانت ملصقة على سماعة الرأس تحمل اسم Emdoor، وهي شركة مقرها شنتشن تختص في تطوير سماعات الرأس لتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز. ومن الجدير بالذكر أن شركة Emdoor كانت حاضرة في معرض CES24، وقد عرضت هذه السماعة في جناحها.

على الرغم من أن موقع Emdoor الإلكتروني يذكر أن وزن AppleCore يبلغ 380 جرامًا فقط، إلا أن لي أفاد بأنها كانت السماعة الأثقل التي جربها. وقال: "كانت سميكة وضخمة للغاية، وبالتأكيد أثقل بكثير مما أعلنوا". وأضاف: "لبستها لمدة عشرين دقيقة فقط وشعرت بألم شديد، خاصة مع نظارتي". ومع ذلك، ذكر أن دقة 4K كانت ممتازة، حيث كانت الصور نقية وواضحة. وأشار إلى أن الجهاز الذي جربه كان يتمتع بسعة تخزين تبلغ 256 جيجابايت فقط، بينما ذكر مدون الفيديو أن جهاز AppleCore الخاص به يحتوي على مساحة تخزين تصل إلى 1 تيرابايت.

أبدى لي استغرابه الشديد من أن الجهاز، على الرغم من تزويده بعصا تحكم، يتطلب من المستخدم تشغيل النظام من خلال حركة الرأس، مما يجعل عصا التحكم بلا فائدة تذكر. وعلق قائلاً: "عصا التحكم لا تقدم أي فائدة." وأضاف موضحًا أن الواجهة تحاكي نظام تشغيل Apple، بينما هي في الحقيقة تعمل على نظام Android. فعند الضغط على أيقونة المتصفح التي تشبه متصفح Safari، يظهر متصفح Firefox.

على الرغم من التشابه الكبير بين AppleCore وVision Pro من حيث المظهر، إلا أن AppleCore يبدو أنه لا يصمد أمام الفحص الدقيق. وذكر لي أن الهيكل مصنوع من البلاستيك المغطى بطبقة تحاكي المعدن، معلقًا: "اللمسة النهائية تبدو خشنة وغير دقيقة".

تُقدر قيمة AppleCore بجزء بسيط من قيمة Vision Pro، ويدور التساؤل حول ما إذا كانت جودته تقترب حتى من جزء صغير من جودة سماعات Apple. شعر لي بالدهشة من النسخة المقلدة AppleCore، ولكنه أُعجب أيضًا بالسرعة التي تمكنت بها الشركات في هواكيانجبي من تقليد أحد أكثر المنتجات الراقية ترقبًا في العالم، قائلاً: "على الأقل، تمكنوا من تقديم نسخة مشابهة لـ Vision Pro، وذلك قبل عدة أشهر من وصولها إلى المستهلكين".

تشتهر هواكيانجبي بقصصها الأسطورية مثل هذه. ففي عام 2017، وثق مستخدم يوتيوب المعروف بـ Strange Parts تجربته في تجميع هاتف iPhone 6S من البداية باستخدام قطع غيار معاد تدويرها من هواكيانجبي. وتتوفر في الأسواق مجموعة واسعة من المكونات، بدءًا من الأجزاء الصغيرة جدًا مثل البراغي وحتى لوحات الدوائر الإلكترونية. ويمكن لشخص عادي في ورشة إصلاح بسيطة أن يركب الشاشة بمهارة ودقة على منصته المتواضعة.

أما بالنسبة إلى AppleCore، فقد أكد لي أنه لن يفكر أبدًا في إنفاق أمواله على شيء كهذا، مختتمًا حديثه بقوله: "الاستخدام الوحيد المحتمل لهذا الجهاز قد يكون مشاهدة الأفلام، ولكنني لا أعتقد أن الأمر يستحق العناء". وأضاف: "إنها مجرد لعبة لا تقدم قيمة حقيقية للباحثين عن الابتكار".